الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ فَإِذَا هُم بِٱلسَّاهِرَةِ }

قوله: { فَإِذَا هُم }: المفاجأةُ والتَّسَبُّبُ هنا واضحان والسَّاهرة قيل: وجهُ الأرضِ، والفَلاةُ، وُصِفَتْ بما يقع فيها، وهو السَّهَرُ لأجلِ الخوفِ. وقيل: لأنَّ السَّرابَ يَجْري فيها، مِنْ قولِهم: عَيْنٌ ساهرَةٌ. قال الزمخشري: " والسَّاهرةُ: الأرضُ البيضاءُ المستويةُ، سُمِّيَتْ بذلك؛ لأنَّ السَّرابَ يجري فيها، مِنْ قولهم/ عينٌ ساهِرَةٌ جارِيةُ الماء، وفي ضَدِّها نائمةٌ. قال الأشعت بن قيس:
4486ـ وساهِرَةٍ يُضْحِي السَّرابُ مُجَلِّلاً   لأَقْطارِها قد جُبْتُها مُتَلَثِّما
أو لأنَّ ساكنَها لا ينامُ، خَوْفَ الهَلَكَة " انتهى. وقال أمية:
4487ـ وفيها لَحْمُ ساهِرَةٍ وبَحْرٍ   وما فاهوا لهمْ فيها مُقيمُ
يريد: لحمُ حيوانِ أرضٍ ساهرةٍ. وقال أبو كبير الهذلي:
4488ـ يَرْتَدْنَ ساهِرَةً كأنَّ جَميمَها   وعَمِيْمَها أسْدافُ ليلٍ مُظْلِمٍ
قال الراغب: " هي وَجْهُ الأرضِ. وقيل: أرضُ القيامةِ. وحقيقَتُها التي يَكْثُرُ الوَطْءُ بها، كأنَّها سَهِرَتْ مِنْ ذلك، إشارةً إلى نحوِ قولِ الشاعر:
4489ـ....................   تَحَرَّكَ يَقْظانُ الترابِ ونائِمُهْ
والأَسْهَران: عِرْقان في الأنفِ " انتهى. والسَّاهُوْر: غلافُ القَمَرِ الذي يَدْخُل فيه عند كُسوفِه. قال:
4490ـ...................   أو شُقَّةٌ أُخْرِجَتْ مِنْ بَطْنِ ساهُوْرِ
أي: هذه المرأةُ بمنزلةِ قطعةِ القمر. وقال أميَّةُ:
4491ـ...................   قَمَرٌ وساهُوْرٌ يُسَلُّ ويُغْمَدُ