قوله: { بِأَعْيُنِنَا }: أي: مُلْتبسةً بحِفْظِنا وهو في المعنى كقولِه تعالى:{ وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِيۤ } [طه: 39]. وقرأ زيد بن علي وأبو السَّمَّال " بأَعْيُنَّا " بالإِدغام. قوله: { جَزَآءً } منصوبٌ على المفعولِ له ناصبُه " فَفَتْحْنا " وما بعده. وقيل: منصوب على المصدرِ: إمَّا بفعلٍ مقدرٍ، ي: جازَيْناهم جزاءً، وإمَّا على التجوُّزِ:/ بأنَّ معنى الأفعالِ المتقدِّمة: جازَيْناهم بها جزاءً. قوله: { لِّمَن كَانَ كُفِرَ } العامَّةُ على " كُفِرَ " مبنياً للمفعول والمرادُ بـ مَنْ كُفِر نوحٌ عليه السلام، أو الباري تعالى. وقرأ مسلمة به محارب " كُفْر " بإسكان الفاء كقوله:
4161ـ لو عُصْرَ منه المِسْكُ والبانُ انعصَرْ
وقرأ يزيد بن رومان وعيسى وقتادة " كَفَر " مبنياً للفاعل. والمرادُ بـ " مَنْ " حينئذٍ قومُ نوحٍ. و " كُفِرَ " خبرُ كان. وفيه دليلُ على وقوع خبر كان ماضياً مِنْ غير " قد " وبعضُهم يقولُ: لا بُدَّ من " قَدْ " ظاهرةً أو مضمرةً. ويجوز أَنْ تكونَ " كان " مزيدةً. وضميرُ " تَرَكْناها " إمَّا للقصة. أو الفَعْلة، أو السفينة، وهو الظاهرُ.