{ إنّا زيّنا السماء الدنيا } أي: العقل الذي هو أقرب السموات الروحانية بالنسبة إلى القلب { بزينة } كواكب الحجج والبراهين، كقوله:{ بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِّلشَّيَاطِينِ } [الملك، الآية:5]. { وحفظاً } أي: وحفظناها { من كل شيطان } من شياطين الأوهام والقوى التخيلية عند الترقي إلى أفق العقل بتركيب الموهومات والمخيلات في المغالطات والتشكيكات { مارد } خارج عن طاعة الحق والعقل. { لا يسمعون إلى الملأ الأعلى } من الروحانيات والملكوت السماوية بتلك الحجج { من كل جانب } من جميع الجهات السماوية، أي: من أي وجه من وجوه المغالطة والتخييل يركبون القياس ويرتقون به، يقذفون بما يبطله من الدحور والطرد، أو مدحورين مطرودين { ولهم عذاب واصب } دائم الرياضات وأنواع الزجر في المخالفات. { إلا من خطف الخطفة } في الاستراق فموّه كلامه بهيئة جليّة وأوهم الحق بصورة نورية استفادها من كلمة حقة ملكية { فأتبعه شهاب ثاقب } من برهان نيّر عقليّ، أو إشراق نور قدسي فأبطلها وطرد الجنيّ بنفي الصورة الوهمية التي أوهمها. { إلا عباد الله المخلصين } استثناء منقطع، أي: لكن عباد الله المخصوصون به لفرط عنايتهم به، الذين أخلصهم الله عن شوب الغيرية والأنائية والبقية واستخلصهم لنفسه بفناء الأنائية والإثنينية.