الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ فَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلَٰمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي ٱلسَّمَآءِ كَذٰلِكَ يَجْعَلُ ٱللَّهُ ٱلرِّجْسَ عَلَى ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ }

يقول تعالى ذكره: { فَمَنْ يُرِدِ اللّهُ أنْ يَهْدِيَهُ } للإيمان به وبرسوله وما جاء به من عند ربه فيوفقه له، { يَشْرَحْ صَدْرَهُ للإسْلامِ } يقول: فسح صدره لذلك وهوّنه عليه وسهله له بلطفه ومعونته، حتى يستنير الإسلام في قلبه، فيضيء له ويتسع له صدره بالقبول. كالذي جاء الأثر به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي: حدثنا سوار بن عبد الله العنبري، قال: ثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت أبي يحدّث، عن عبد الله بن مرّة، عن أبي جعفر، قال: لما نزلت هذه الآية: { فَمَنْ يُرِدَ اللّهُ أنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ للإسْلامِ } قالوا: كيف يشرح الصدر؟ قال: «إذا نَزَلَ النُّورُ في القَلْبِ انْشَرَحَ له الصَّدْرُ وانْفَسَحَ». قالوا: فهل لذلك آية يعرف بها؟ قال: «نَعَمْ، الإنَابَةُ إلى دَار الخُلُودِ، والتَّجَافي عن دَارِ الغُرُورِ، والاسْتِعْدَادُ للمَوْتِ قَبْلَ الفَوْتِ». حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا الثوريّ، عن عمرو بن قيس، عن عمرو بن مرّة، عن أبي جعفر، قال: سئل النبيّ صلى الله عليه وسلم: أيّ المؤمنين أكيس؟ قال: " أكْثَرُهُمْ للْمَوْت ذكْراً، وأحْسَنُهُمْ لمَا بَعْدَهُ اسْتِعْدَاداً " قال: وسئل النبيّ صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: { فَمُنْ يُرِدِ اللّهُ أنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ للإسْلامِ } قالوا: كيف يشرح صدره يا رسول الله؟ قال: " نُورٌ يُقْذَفُ فِيهِ فَيَنْشَرِحُ لَهُ ويَنْفَسِحُ " قالوا: فهل لذلك من أمارة يُعرف بها؟ قال: " الإنابَةُ إلى دارِ الخُلُودِ، والتَّجافِي عَنْ دَار الغُرور، وَالاسْتِعْدادُ للْمَوْت قَبْلَ المَوْت ". حدثنا هناد، قال: ثنا قبيصة، عن سفيان، عن عمرو بن مرّة، عن رجل يكنى أبا جعفر كان يسكن المدائن، قال: سئل النبيّ صلى الله عليه وسلم عن قوله: { فَمَنْ يُرِدِ اللّهُ أنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ للإسْلامِ } قال: " نُورٌ يُقْذَفُ فِي القَلْبِ فَيَنْشَرِحُ ويَنْفَسِحُ ". قالوا: يا رسول الله، هل له من أمارة يُعرف بها؟ ثم ذكر باقي الحديث مثله. حدثني محمد بن العلاء، قال: ثنا سعيد بن عبد الملك بن واقد الحراني، قال: قال: ثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عمرو بن مرّة، عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود، قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين نزلت هذه الآية: { فَمَنْ يُرِدِ اللّهُ أنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ للإسْلامِ }؟ قال: " إذَا دَخَلَ النُّورُ القَلْبَ انْفَسَحَ وانْشَرَح " قالوا: فهل لذلك من أمارة يُعرف بها؟ قال: " الإنابَةُ إلى دارِ الخُلُودِ، والتَّنَحِّي عَنْ دَارِ الغُرُورِ، والاِسْتِعْدَادُ للمَوْتِ قَبْلَ المَوْتِ ". حدثني سعيد بن الربيع الرازي، قال: ثنا سفيان بن عيينة، عن خالد بن أبي كريمة، عن عبد الله بن المسور، قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: { فَمَنْ يُرِدِ اللّهُ أنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ للإسْلامِ } ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

السابقالتالي
2 3 4 5 6