الرئيسية - التفاسير


* تفسير البحر المديد في تفسير القرآن المجيد/ ابن عجيبة (ت 1224 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ ٱلرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَآءَكَ فِي هَـٰذِهِ ٱلْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ }

قلت: " وكُلاً " مفعول " نقص " ، و " ما نثبت به ": بدل، أو " ما " مفعول " نَقُصُّ " ، و " كلا ": مصدر. أي: ونقص. علك كُلاً من الاقتصاص ما نثبت به فؤادك. يقول الحق جل جلاله: وكل نبأ { نقص عليك } من أخبار الرسل، ونخبرك به { ما نثبت به فؤادك } ، ليزيدك يقيناُ وطمأنينة، وثباتاً بما تسمع من أخبارهم، وما جرى لهم مع قومهم، وما لقوا من الأذى منهم، فتتسلى بهم، وتثبت على أداء الرسالة، واحتمال أذى الكفار. { وجاءك في هذه } السورة، أو الأنباء المقتصة عليك، { الحق } أي: ما هو حق، { وموعظة وذكرى للمؤمنين } فيتحملون، ويصبرون لما يواجههم من الأذى والإنكار. الإشارة: ذكر أحوال الصالحين، وسيرهم وكراماتهم جند من جنود القلب، وذكر أشعارهم ومواجيدهم جند من جنود الروح، وقد ورد: أن عند ذكرهم تنزل الرحمة، أي: رحمة القلوب باليقين والطمأنينة. والله تعالى أعلم. ثم أمر بتهديد من خالفه، فقال: { وَقُل لِّلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ٱعْمَلُواْ }.