{ كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ } ادخلت ألتاء للجماعة كقوله{ قَالَتِ ٱلأَعْرَابُ } [الحجرات: 14]. { ٱلْمُرْسَلِينَ } يعني نوحاً وحده كقوله{ يٰأَيُّهَا ٱلرُّسُلُ } [المؤمنون: 51]. وأخبرني أبو عبد الله الدينوري قال: حدّثنا أبو علىّ المقري قال: حدّثنا أبو عبيد علي بن الحسين بن حرب قال: حدّثنا الحسن بن محمد الصباح قال: حدّثنا عبد الوهاب عن إسماعيل عن الحسين قال: قيل له: يا أبا سعيد أرأيت قوله عزَّ وجل { كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ ٱلْمُرْسَلِينَ } و { كَذَّبَتْ عَادٌ ٱلْمُرْسَلِينَ } [الشعراء: 123] و { كَذَّبَتْ ثَمُودُ ٱلْمُرْسَلِينَ } [الشعراء: 141] وانّما أرسل إليهم رسولاً واحداً؟ قال: انّ الآخر جاء بما جاء به الأوّل، فإذا كذّبوا واحداً فقد كذّبوهم أجمعين. { إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ } في النسبة لا في الدين { نُوحٌ أَلاَ تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ } على الوحي { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَىٰ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ * فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ * قَالُوۤاْ أَنُؤْمِنُ لَكَ وَٱتَّبَعَكَ } قراءة العامة، وقرأ يعقوب: وأتباعك { ٱلأَرْذَلُونَ } يعني السفلة عن مقاتل وقتادة والكلبي. ابن عباس: الحاكة. وأخبرني الحسين بن محمد الفنجوي قال: حدّثنا محمد بن الحسين الكعبي قال: حدّثنا حسين بن مزاحم عن ابن عباس في قول الله سبحانه { وَٱتَّبَعَكَ ٱلأَرْذَلُونَ } قال: الحاكة، عكرمة: الحاكة والأسالفة. { قَالَ } نوح { وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } إنما لي منهم ظاهر أمرهم، وعليَّ أن أدعوهم وليس علىّ من خساسة أحوالهم ودناءة مكاسبهم شيء، ولم أُكلّف ذلك إنّما كُلّفت أن أدعوهم. { إِنْ حِسَابُهُمْ إِلاَّ عَلَىٰ رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ } وقيل: معناه أي لم أعلم أنّ اللّه يهديهم ويضلكم، ويوفّقهم ويخذلكم. { وَمَآ أَنَاْ بِطَارِدِ ٱلْمُؤْمِنِينَ * إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ * قَالُواْ لَئِنْ لَّمْ تَنْتَهِ يٰنُوحُ } عمّا تقول وتدعو إليه { لَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمَرْجُومِينَ } يعني المشؤومين عن الضحّاك، قتادة: المضروبين بالحجارة. قال ابن عباس ومقاتل: من المقتولين. الثمالي: كلّ شيء في القرآن من ذكر المرجومين فإنّه يعني بذلك القتل إلاّ التي في سورة مريم{ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لأَرْجُمَنَّكَ } [مريم: 46] فإنّه يعني لاشتمنّك. { قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ * فَٱفْتَحْ } فاحكم { بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِي مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ * فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي ٱلْفُلْكِ ٱلْمَشْحُونِ } يعني الموقّر المجهّز عن ابن عباس. مجاهد: المملوء، المفروغ منه، عطاء: المُثقل، قتادة: المُحمل.