الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْ يُعَجِّلُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ ٱلشَّرَّ ٱسْتِعْجَالَهُمْ بِٱلْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ }

أصله { وَلَوْ يُعَجّلُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ ٱلشَّرَّ } تعجيله لهم الخير، فوضع { ٱسْتِعْجَالَهُم بِٱلْخَيْرِ } موضع تعجيله لهم الخير إشعاراً بسرعة إجابته لهم وإسعافه بطلبتهم، حتى كأنّ استعجالهم بالخير تعجيل لهم، والمراد أهل مكة. وقولهم فأمطر علينا حجارة من السماء، يعني ولو عجلنا لهم الشرّ الذي دعوا به كما نعجل لهم الخير ونجيبهم إليه { لَقُضِىَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ } لأميتوا وأهلكوا. وقرىء «لقضى إليهم أجلهم» على البناء للفاعل، وهو الله عزّ وجلّ، وتنصره قراءة عبد الله «لقضينا إليهم أجلهم» فإن قلت فكيف اتصل به قوله { فَنَذَرُ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا } وما معناه؟ قلت قوله { وَلَوْ يُعَجّلُ ٱللَّهُ } متضمن معنى نفي التعجيل، كأنه قيل ولا نعجل لهم الشرّ، ولا نقضي إليهم أجلهم فنذرهم { فِي طُغْيَـٰنِهِمْ } أي فنمهلهم ونفيض عليهم النعمة مع طغيانهم، إلزاماً للحجّة عليهم.