الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ قُل لَّوْ كَانَ ٱلْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ ٱلْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً }

المداد اسم ما تمدّ به الدواة من الحبر وما يمدّ به السراج من السليط. ويقال السماد مداد الأرض. والمعنى لو كتبت كلمات علم الله وحكمته وكان البحر مداداً لها، والمراد بالبحر الجنس { لَنَفِدَ ٱلْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ } الكلمات { وَلَوْ جِئْنَا } بمثل البحر مداداً لنفد أيضاً. والكلمات غير نافدة. و { مِدَاداً } تمييز، كقولك لي مثله رجلاً. والمدد مثل المداد، وهو ما يمدّ به. وعن ابن عباس رضي الله عنه بمثله مداداً. وقرأ الأعرج مدداً، بكسر الميم جمع مدّة، وهي ما يستمده الكاتب فيكتب به. وقرىء «ينفد» بالياء. وقيل قال حييّ بن أخطب في كتابكموَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِىَ خَيْرًا كَثِيرًا } البقرة 269 ثم تقرءونوَمَا أُوتِيتُم مّن ٱلْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً } الإسراء 85 فنزلت، يعني أنّ ذلك خير كثير، ولكنه قطرة من بحر كلمات الله.