قوله: { قُلِ ٱنظُرُواْ مَاذَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } إلى قوله { نُنجِ ٱلْمُؤْمِنِينَ }. والمعنى: قل يا محمد للسائلين: الآيات على صحة ما تدعوهم إليه: { ٱنظُرُواْ مَاذَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } من الآيات الدالة على صحة ما أدعوكم إليه من توحيد الله وعبادته. ثم قال تعالى: { وَمَا تُغْنِي ٱلآيَاتُ وَٱلنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ } أي: أي شيء تغني الحجج، والعِبَرُ عن قوم سبق لهم من الله عز وجل، الشقاء، وقضى لهم أنهم من أهل النار. { مَاذَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ }: وقف، إن جعلت " ما " نفياً " ، وإن جعلتها استفهاماً، لم تقف على الأرض، لأن " ما " معطوفة على ما قبلها. ثم قال تعالى: { فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ }. والمعنى: هل ينتظر هؤلاء، يعني: مشركي قريش أهل مكة - يا محمد - إلا نزول العقوبة بهم، كما نزل بمن قبلهم حين كذبوا رسلهم. قل لهم يا محمد: { فَٱنْتَظِرُوۤاْ } عقاب الله، ونزول سخطه بكم. { إِنِّي مَعَكُمْ مِّنَ ٱلْمُنْتَظِرِينَ } / هلاككم وبواركم بالعقوبة. { ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ }: أي: ننجيهم من بين أظهركم إذا نزل بكم العذاب. { كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنجِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } فيمن تقدم من الأمم الماضية إذا نزل بهم العذاب نجينا المؤمنين منهم. " الكاف " في موضع رفع إن جعلت { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } تماماً والتقدير: مثل ذلك يحق علينا حقاً. وإن لم تجعل { آمَنُواْ } تماماً جعلت " الكاف " في موضع نصب نعتاً لمصدر محذوف، أي: " نجاء مثل ذلك " يحق حقاً، وأنجى، ونجى لغتان بمعنى و " ننج " بغير ياء في الخط، والأصل الياء. ولا يتعمد الوقف عليه، وقد وقف عليها سلام ويعقوب بالياء على الأصل وهو خلاف الخط.