الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلسَّابِقُونَ ٱلأَوَّلُونَ مِنَ ٱلْمُهَاجِرِينَ وَٱلأَنْصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً ذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ }

يقول تعالى ذكره: والذين سبقوا الناس أولاً إلى الإيمان بالله ورسوله من المهاجرين الذين هاجروا قومهم وعشيرتهم وفارقوا منازلهم وأوطانهم، والأنصار الذين نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أعدائه من أهل الكفر بالله ورسوله: { والَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بإحْسانٍ } يقول: والذين سلكوا سبيلهم في الإيمان بالله ورسوله والهجرة من دار الحرب إلى دار الإسلام، طَلَبَ رضا الله، { رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ }. واختلف أهل التأويل في المعنى بقوله: { والسَّابِقُونَ الأوَّلُونَ } فقال بعضهم: هم الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان أو أدركوا. ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا محمد بن بشر، عن إسماعيل، عن عامر: { والسَّابِقُونَ الأوَّلُونَ } قال: من أدرك بيعة الرضوان. قال: ثنا ابن فضيل، عن مطرف، عن عامر، قال: { المُهاجِرُونَ الأوَّلُونَ } من أدرك البيعة تحت الشجرة. حدثنا ابن بشار، قال ثنا يحيى، قال: ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، قال: { المُهاجِرُونَ الأوَّلون } الذين شهدوا بيعة الرضوان. حدثني الحرث، قال: ثنا عبد العزيز، قال: ثنا سفيان، عن مطرف، عن الشعبيّ، قال: المهاجرون الأوّلون: من كان قبل البيعة إلى البيعة فهم المهاجرون الأولون، ومن كان بعد البيعة فليس من المهاجرين الأوّلين. حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا إسماعيل ومطرِّف عن الشعبي، قال: { السَّابِقُونَ الأوَّلُونَ مِنَ المُهاجِرِينَ والأنْصارِ } هم الذين بايعوا بيعة الرضوان. حدثني المثنى، قال: ثنا عمرو بن عون، قال: ثنا هشيم، عن داود، عن عامر، قال: فصل ما بين الهجرتين بيعة الرضوان، وهي بيعة الحُديبية. حدثني المثنى، قال: أخبرنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا هشيم، قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد ومطرِّف، عن الشعبي، قال: هم الذين بايعوا بيعة الرضوان. حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا عبثر أبو زبيد، عن مطرف، الشعبي، قال: المهاجرون الأوّلون: من أدرك بيعة الرضوان. وقال آخرون: بل هم الذين صلوا القبلتين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا يحيى بن آدم، عن قيس، عن عثمان الثقفي، عن مولى لأبي موسى، عن أبي موسى، قال: المهاجرون الأوّلون: مَنْ صلى القبلتين مع النبي صلى الله عليه وسلم. حدثني الحرث، قال: ثنا عبد العزيز، قال: ثنا قيس بن الربيع، عن عثمان بن المغيرة، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن مولى لأبي موسى، قال: سألت أبا موسى الأشعري، عن قوله: { السَّابِقُونَ الأوَّلُونَ مِنَ المُهاجِرِينَ والأنْصارِ } قال: هم الذين صلوا القبلتين جميعاً. حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن أبي هلال، عن أبي قتادة، قال: قلت لسعيد بن المسيب: لم سموا المهاجرين الأوّلين؟ قال: من صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم القبلتين جميعاً، فهو من المهاجرين الأوّلين.

السابقالتالي
2 3