{ وجاء فرعون ومن قبله } قرئ بفتح القاف وسكون الباء نافع، أي من يقدمه من الأمم، وقرأ الكسائي وأبو عمرو بكسر القاف وفتح الباء، يعني ومن معه من أتباعه { والمؤتفكات } قرى قوم لوط انقلبت بهم { بالخاطئة } أي بالخطيئة والمعاصي فأخطأوا طريق الحق { فعصوا رسول ربهم } فيما أمرهم به { فأخذهم } الله { أخذة رابية } قيل: شديدة، وقيل: زائدة { إنا لمَّا طغى الماء } أي جاوز الحد في المقدار طغى فوق كل شيء خمسة عشر ذراعاً، وقيل: أكثر { حملناكم } أي حملنا آباءكم لأن الابن يخاطب بالشكر { في الجارية } أي السفينة، وقيل: السفينة ألف وثلاثمائة ذراع وعرضها ستمائة ذراع { لنجعلها لكم تذكرة } أي عظةً تذكرونها، وقيل: تذكرون بها عظم نعم الله في انتقامه وإنجائه وبيان قدرته وحكمته { وتعيها أذن واعية } قيل: لما نزلت هذه الآية قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " سألت الله أن يجعلها أذنك يا علي فما نسيت شيئاً بعد وما كان لي أن أنساه " أي يعني كل شيء ويعلم، وقيل: حافظ { فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة } قيل: أراد النفخة الأولى { وحملت الأرض والجبال } أي كسرتا قيل: صارا تراباً، وقيل: بسطتا بسطة واحدة، وقيل: ضرب بعضها ببعض حتى تفتّت الجبال وسقتها الرياح وبقيت الأرض شيئاً واحداً { فيومئذ وقعت الواقعة } أي قامت القيامة { وانشقت السماء فهي يومئذ واهية } أي ضعيفة { والملك على أرجائها } نواحيها وأقطارها { ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية } ثمانية منهم وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " هم اليوم أربعة فإذا كان يوم القيامة أيدهم الله بأربعة آخرين " وروي ثمانية أملاك أرجلهم في تخوم الأرض السابعة والعرش فوق رؤوسهم مطرقون مسبحون، وقيل: بعضهم على صور الانسان، وبعضهم على صور الأسد، وبعضهم على صور الثور، وبعضهم على صور النسر، وروي: ثمانية أملاك على خلق الأوعال ما بين أظلافها إلى ركبها مسيرة سبعين سنة، وعن الحسن: الله أعلم كم هم أثمانية أم ثمانية آلاف، وعن الضحاك: ثمانية صفوف لا يعلم عددهم إلا الله { يومئذ تعرضون } على ثلاث عرضات ثنتان فيهما جدال ومعاذير والثالث نشر الكتب فأخذ بيمينه وأخذ بشماله، والعرض للجزاء والمحاسبة { لا تخفى منكم خافية } لأنه تعالى يعلم سرّهم وجهرهم { فأمَّا من أُوتي كتابه بيمينه } وهم المؤمنون { فيقول هاؤم اقرأوا كتابيه } قيل: تعالى اقرأوا كتابيه وهذا كلام من بلغ الغاية في السرور قيل: يدعو أهله وقراباته { إني ظننت } عاينت وأيقنت في الدنيا { اني ملاق حسابيه } ، قيل: انها لنظم رؤوس الآي، وقيل: للاستراحة { فهو في عيشة راضية } قيل: مرضيَّة، وقيل: ذات رضا { في جنة عالية } رفيعة المكان { قطوفها دانية } ثمارها قريبة { كلوا واشربوا هنيئاً } قيل: الهنيء المريء الذي ليس فيه ما يؤذي ولا يعقب إذا كالغائط والبول { بما أسلفتم } قدمتم { في الأيام الخالية } الماضية، يعني في الدنيا، وقيل: أيام الصوم، وقيل: أيام الخلوة، قال قتادة: أيامكم هذه أيام خالية تؤديكم إلى أيام باقية اعملوا فيها وقدموا خيراً، وقيل: كتاب المؤمن من نور وعليه خط من نور.