الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } * { ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ }

{ قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } روى أبو العالية عن أبي بن كعب أن المشركين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: انسب لنا ربَّك، فأنزل الله تعالى هذه السورة. وروى أبو ظبيان وأبو صالح عن ابن عباسٍ: " أن عامر بن الطفيل وأَرْبَدَ بنَ ربيعةَ أتيا النبي صلى الله عليه وسلم فقال عامر: إلاَمَ تدعونا يا محمد؟ قال: إلى الله قال: صِفْهُ لنا أمن ذهب هو؟ أم من فضة؟ أم من حديد؟ أم من خشب؟ فنزلت هذه السورة " فأهلك الله أربد بالصاعقة وعامر بن الطفيل بالطاعون. وقد ذكرناه في سورة الرعد. وقال الضحاك وقتادة ومقاتل: جاء ناسٌ من أحبار اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: صِفْ لنا ربك يا محمد لعلَّنا نؤمن بك، فإن الله أنزل نعته في التوراة، فأخبرنا من أي شيء هو؟ وهل يأكل ويشرب؟ ومن يرث منه؟ فأنزل الله هذه السورة. { قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } أي واحد، ولا فرق بين الواحد والأحد، يدل عليه قراءة ابن مسعود: قل هو الله الواحد. { ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ } ، قال ابن عباس ومجاهد والحسن وسعيد بن جبير: " الصمد " الذي لا جوف له. قال الشعبي: الذي لا يأكل ولا يشرب. وقيل: تفسيره ما بعده روى أبو العالية عن أُبيّ بن كعب قال: " الصمد " الذي لم يلد ولم يولد لأن من يولد سيموت ومن يرث يورث منه. قال أبو وائل شقيقُ بن سلمة: هو السيد الذي قد انتهى سُؤدُده وهو رواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قال: هو السيد الذي قد كمل في جميع أنواع السؤدد. وعن سعيد بن جبير أيضاً: هو الكامل في جميع صفاته وأفعاله. وقيل: هو السيد المقصود في الحوائج. وقال السدي: هو المقصود إليه في الرغائب المستغاث به عند المصائب، تقول العرب: صمدت فلاناً أصمده صمْداً - بسكون الميم - إذا قصدته، والمقصود: صمَد بفتح الميم. وقال قتادة: " الصمد " الباقي بعد فناء خلقه. وقال عكرمة: " الصمد " الذي ليس فوقه أحد، وهو قول علي. وقال الربيع: الذي لا تعتريه الآفات. قال مقاتل بن حيان: الذي لا عيب فيه.