قال تعالى: {إِنَّ ٱلَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ ٱللَّهَ يَدُ ٱللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ ٱللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً} [الفتح:10]
قرأ الجمهور (عليه) بكسر الهاء كما هو الشائع، وتفرد القارئ حفص بن سليمان الأسدي الغاضري بضمها، ووجدت في المصاحف مضمومة لأن المصاحف المتداولة في المشرق هي من رواية حفص عن عاصم بن أبي النجود.
والضم له وجه حيث عدها حفص هاء هو وهي مضمومة فاستصحب ذلك كما في "لهُ" و"ضربهُ" وحُسن الضم في الآية التوصل به إلى تفخيم لفظ الجلالة الملائم لتفخيم أمر العهد المشعر به الكلام. وأيضـًا: إبقاء ما كان على ما كان ملائم للوفاء بالعهد وإبقائه وعدم نقضه، والله أعلم.
|
المفسر: بشار عواد معروف
التاريخ: 7/7/2008 |
قال الامام بن حزم
فمن اخبرنا الله عز وجل انه علما فى قلوبهم ورضى عنهم وانزل السكينة عليهم فلا يحل لاحد التوقف فى امرهم او الشك فيهم البتة استنبط القائل هذا المعنى من اى اية هل سورة التوبة اية 117 ام سورة الفتح اية 18 ام سورة المجادلة اية 22 |
أخي السائل الكريم حفظك الله تعالى: استنبط القائل هذا من قوله تعالى: {لَّقَدْ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ ٱلشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً} [الفتح: 18].
والله تعالى أعلم. |
المفسر: حسن بن علي السقاف
التاريخ: 7/30/2012 |
السائل الكريم حفظك الله وسددنا وإياك: مجمل معنى ( الفتح القريب ) هنا الفَرَج أو النعمة العاجلة التي يُسَرُّ صاحبها بها، قال القرطبي في تفسيره (18/89): [ { وَفَتْحٌ قَرِيبٌ } أي غنيمة في عاجل الدنيا؛ وقيل فتح مكة. وقال ابن عباس: يريد فتح فارس والروم ].
والله تعالى أعلم. |
المفسر: حسن بن علي السقاف
التاريخ: 3/14/2016 |
ما معنى الايه الاخيره من سورة الفتح؟ |
أخي الكريم : آخر آية من سورة الفتح هي قوله تعالى : {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِّنْ أَثَرِ ٱلسُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي ٱلتَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي ٱلإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَٱسْتَغْلَظَ فَٱسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ ٱلزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ ٱلْكُفَّارَ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} [الفتح: 29].
ومعنى الآية الإجمالي كما هو ملخص ما قاله الفخر الرازي والقرطبي في تفسيرهما:
سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم رسول الله تعالى بلا مرية أرسله الله إلى الناس كافة والمؤمنون الذين آمنوا معه واتبعوه يحافظون على دينهم ولا يشترون به ثمناً قليلاً فلو حملهم الكفار والمنافقون على خلاف ما جاءهم به نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم وجدوا فيهم شدة وغلظة كما قال الله تعالى لنبيه {يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ جَاهِدِ ٱلْكُفَّارَ وَٱلْمُنَافِقِينَ وَٱغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ} [التوبة: 73]، وهذا لا يعني أنهم يتعاملون مع غيرهم من الناس بغير الحسنى وخاصة عند غير المحاربين والمؤذين، وقد أمر الله تعالى بالحسنى فقال: {وَٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَٰمَىٰ وَٱلْمَسَٰكِينِ وَٱلْجَارِ ذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْجَارِ ٱلْجُنُبِ وَٱلصَّاحِبِ بِٱلجَنْبِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَٰنُكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً } [النساء: 36 ]، وقد يكون الجار يهودياً أو نصرانياً أو بوذياً أو غير ذلك والمطلوب الإحسان له وعدم إيذائه.
ومن صفات أتباع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنهم رحماء فيما بينهم ، وأنهم راكعون ساجدون أي عابدون مطيعون لله تعالى يبتغون أن يتفضل الله تعالى عليهم بالمغفرة والرضوان ، سيماهم في وجوههم في الدنيا ويوم القيامة من أثر السجود والعبادة ، كما قال تعالى {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} {يَسْعَىٰ نُورُهُم}، وقد وصفوا في الكتابين التوراة والإنجيل بذلك، ومثلهم كالزرع الذي خرج أول ما خرج ضعيفاً ثم قوي ونما شيئاً فشيئاً حتى كبر وتم ونضج، مثَّل الصحابة بذلك لأنهم بدأوا في قلة وضعف فكثروا وقووا على أحسن الوجوه، قال القرطبي : (( يعجب هذا الزرع زراعه وهو مَثَلٌ كما بينَّا فالزرع سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم والشطء أصحابه ، كانوا قليلاً فكثروا وضعفاء فقووا، ففعل الله تعالى هذا بسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه ليغيظ بهم الكفار ))، وأصل الشطء هو الزرع في أول إنباته، وقد أخبر الله تعالى أنه وعد المؤمنين الذين يعملون الصالحات بالمغفرة والرضوان ودخول الجنان.
والله تعالى أعلم.
|
المفسر: مسموع أحمد أبو طالب الشربيني
التاريخ: 11/11/2010 |
السلام عليكم يا شيخ. ما معنى قوله تعالى (والذين معه....) [الفتح: 29]؟ |
السائل الكريم حفظك الله تعالى: المقصود بالذين معه: هم الصحابة الصادقون الذين كانوا يجاهدون مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم ينكثوا العهد معه ولم يدخلهم نفاق، فكانوا معه قلباً وقالباً رضي الله تعالى عنهم.
قال الإمام الطبري رحمه الله تعالى في تفسيره (22/261): [وقوله {مُحَمَّدٌ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ} يقول تعالى ذكره: محمد رسول الله وأتباعه من أصحابه الذين هم معه على دينه].
والله تعالى أعلم.
|
المفسر: حسن بن علي السقاف
التاريخ: 7/5/2012 |