الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً }

{ قَالَ مَا مَكَّنِّى فِيهِ رَبِّى } مكننى، فأدغمت نون مكن فى نون الوقاية، أى جعلنى فيه ربى قويًا من الملك والمال والأسباب { خَيْرٌ } من الخرج الذى تريدون جعله لى { فَأَعِينُونِى بِقُوَّةٍ } كالعمل والبناء، والحمل على الظهور والدواب، قيل: وكالآلات وزبر الحديد، وقد يدخل هذا فى المال والتسبب بالفاء عائد إلى عدم قبوله خرجهم، المعنى أعينونى بقوة فقط، لأن مالى أعظم أو إلى خيرية ما مكنه الله فيه.

{ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ } قدمه على قوله { وَبَيْنَهُمْ } مطابقة لقولهم بيننا وبينهم، ومراعاة لإظهار كمال العناية بمصالحهم كما راعوها فى قوله: { بيننا وبينهم } ولإظهار كمالها كرر الظرف، إذ لو قال بينكم رد ما بخطابهم وخطابهم وخطاب يأجوج ومأجوج بالكاف تغليبًا للمخاطب على الغائب لجاز.

{ رَدْمًا } سداً حاجزاً قويًّا جداً، وهو وثق من مطلق السد كما قال ابن عباس: هو كأشد الحجاب، فقد وفى لهم بأفضل ما طلبوا، وكذا شأن الملوك، وأصله سد الخلل مطلقا، وقيل: سد الثلمة بالحجارة.