الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ مِن يَوْمِ ٱلْجُمُعَةِ فَٱسْعَوْاْ إِلَىٰ ذِكْرِ ٱللَّهِ وَذَرُواْ ٱلْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } * { فَإِذَا قُضِيَتِ ٱلصَّلاَةُ فَٱنتَشِرُواْ فِي ٱلأَرْضِ وَٱبْتَغُواْ مِن فَضْلِ ٱللَّهِ وَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } * { وَإِذَا رَأَوْاْ تِجَارَةً أَوْ لَهْواً ٱنفَضُّوۤاْ إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَآئِماً قُلْ مَا عِندَ ٱللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ ٱللَّهْوِ وَمِنَ ٱلتِّجَارَةِ وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ }

{ يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ } يكفى أذان واحد كما كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - مؤذن واحد يؤذن على باب المسجد إِذا جلس صلى الله عليه وسلم على المنبر لكثرة الناس، وإِذا نزل عن المنبر أقام الثانى الصلاة، والمعتبر هو الأَذان الأَول للأَحكام كوجوب السعى وحرمة البيع، وهذا هو الحق ولا وجه لإِلغاء الأَول مع أنه العمدة والمتبادر من الآية وغيرها، وإِنما نرى الثانى المحدث كالتأكيد له كالإِقامة تأَكيدا للأَذان، ولأَنه لم يوجد على عهده - صلى الله عليه وسلم - والخليفتين بعده إِلا واحد فهو الأَذان المأَمور به وليس بثان والذى بين يدى المنبر على عهده - صلى الله عليه وسلم - هو الإِقامة لا أذان ثان، ولما كثر الناس فى زمان الإِمام عثمان زاد نداء ثانيا على الزوراء فثبت الأَمر على ذلك، والزوراء موضع مرتفع كالمنارة عند سوق المدينة قريب من المسجد، ومن بمعنى فى كقوله تعالى:أروني ماذا خلقوا من الأَرض } [فاطر: 40، الأحقاف: 4]. أى فى الأَرض، على أحد أوجه، ومن العجيب جعلها تبعيضية وجعلها لبيان إِذا ولم يسمع بيان إِذا قط بمن ولا تعقبها بالبعضية ولا يخبر على إِذا بأَنه يوم الجمعة، وإِذا جعلت من لبيان إِذا، فكأَنه أخبر عن إِذا بأَنه يوم الجمعة والجمعة علم لليوم المخصوص فالإِضافة للبيان على أن لفظ الجمعة وحده يطلق عليه، ولو بلا ذكر يوم كما عليه جمهور أهل اللغة وتسميته متقدمة على نزول الآية، وهو اسم جنس يقرن بالـ ولا يقرن، وقيل لازمة والأَول أصح، ومعنى الجمعة بضم الميم هو معنى الجمعة بإِسكانها كما قرأ به عبد الله بن الزبير بن العوام وزيد بن على وهو رواية عن أبى عمرو بالإِسكان وهو المجموع فيه كالضحكة بضم فاسكان بمعنى المضحوك منه وهما وصف أو هما مصدر بمعنى الاجتماع وكل ذلك فى الأَصل.

قال الأَنصار قبل الهجرة وقبل نزول السورة لليهود يوم وللنصارى يوم فتعالوا نجعل لنا يوما نجتمع فيه ونذكر الله عز وجل، فاجتمعوا إِلى أسعد بن زرارة فجعلوه يوم الجمعة فصلى بهم ركعتين ووعظهم وذبح لهم شاة تغدوا وتعشوا بها وذلك فى قرية على ميل من المدينة فسموه بذلك يوم الجمعة، وقيل سمى لاجتماع الناس فيه للصلاة جماعات وأول جمعة صلاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأَصحابه لما هاجر نزل على بنى عمرو بن عوف يوم الاثنين لاثنتى عشرة مضت من ربيع الأَول، حين امتد الضحى فأَقام بقباء يوم الاثنين والثلاثاء والأَربعاء والخميس وأسس مسجدهم وخرج منهم يوم الجمعة، فأَدركته صلاة الجمعة فى بنى سالم بن عوف فى بطن واديهم وخطب وصلى صلاة الجمعة واتخذ فيه مسجدا، أعنى أن ذلك الموضع الذى فيه اتخذه مسجدا وعرفه الناس وقصدوه ويأتى ذلك قريبا، وقيل أول من سماها كعب بن لؤى، وقيل ذلك يسمى عروبة ويوم عروبة ويوم العروبة، والأَفصح ترك (الـ)، وعروبة سريانى عرب ومعناه الرحمة، والعجمى لا تدخله (الـ) إِلا للمح الأَصل كشلوبين بمعنى أشقر أبيض، فتدخل الـ لهذا المعنى.

السابقالتالي
2 3 4 5 6 7 8