الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَآ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ ٱلأَعَزُّ مِنْهَا ٱلأَذَلَّ وَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَـٰكِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَاسِرُونَ } * { وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقْنَاكُمْ مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلاۤ أَخَّرْتَنِيۤ إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ ٱلصَّالِحِينَ } * { وَلَن يُؤَخِّرَ ٱللَّهُ نَفْساً إِذَا جَآءَ أَجَلُهَآ وَٱللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }

{ يَقُولُونَ } قال هذا أيضاً عبد الله بن أبي خاصة لأصحابه في غزوة تبوك { لَئِن رَّجَعْنَآ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ } من غزوتنا هذه { لَيُخْرِجَنَّ ٱلأَعَزُّ } القوي يعنون عبد الله بن أبي { مِنْهَا } من المدينة { ٱلأَذَلَّ } الذليل الضعيف منهم يعنون محمداً صلى الله عليه وسلم { وَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } المنعة والقدرة على المنافقين عبد الله بن أبي وأصحابه { وَلَـٰكِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } ذلك ولا يصدقون وفيه قصة زيد بن أرقم { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { لاَ تُلْهِكُمْ } لا تشغلكم { أَمْوَالُكُمْ } بمكة { وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ } بمكة { عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ } عن الهجرة والجهاد { وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ } من يله بالمال والولد عن الهجرة والجهاد { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَاسِرُونَ } المغبونون بالعقوبة { وَأَنفِقُواْ } تصدقوا في سبيل الله { مِن مَّا رَزَقْنَاكُمْ } أعطيناكم من الأموال ويقال أدوا زكاتكم { مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ } سلطان الموت { فَيَقُولُ رَبِّ لَوْلاۤ أَخَّرْتَنِيۤ } هلا أجلتني { إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ } مثل أجل الدنيا { فَأَصَّدَّقَ } من مالي وأزكي من مالي { وَأَكُن مِّنَ ٱلصَّالِحِينَ } أحد به وأكن من الحاجين { وَلَن يُؤَخِّرَ ٱللَّهُ نَفْساً إِذَا جَآءَ أَجَلُهَآ وَٱللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } من الخير والشر ويقال نزل من قوله { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } إلى ها هنا في شأن المنافقين وأما قوله فأصدق إن فسرت على المنافقين يقول فأصدق إيماني وأكن من الصالحين يقول أفعل بمالي كفعل المؤمنين والمصدقين بإيمانهم.