قوله تعالى: { فَذَكِّرْ } أي فعِظ قومك يا محمد بالقرآن. { إِن نَّفَعَتِ ٱلذِّكْرَىٰ } أي الموعظة. وروى يونس عن الحسن قال: تذكرة للمؤمن، وحجة على الكافر. وكان ابن عباس يقول: تنفع أوليائي، ولا تنفع أعدائي. وقال الجُرجانِيّ: التذكير واجب وإن لم ينفع. والمعنى: فذكر إن نفعت الذكرى أو لم تنفع، فحذف كما قال:{ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ ٱلْحَرَّ } [النحل: 81]. وقيل: إنه مخصوص بأقوام بأعيانهم. وقيل: إنّ «إنْ» بمعنى ما أي فذكر ما نفعت الذكرى، فتكون «إنْ» بمعنى ما، لا بمعنى الشرط لأن الذكرى نافعة بكل حال قاله ابن شَجَرة. وذكر بعض أهل العربية: أنّ «إنْ» بمعنى إذْ أي إذْ نفعت كقوله تعالى:{ وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ } [آل عمران: 139] أي إذ كنتم فلم يخبر بعلوهم إلا بعد إيمانهم. وقيل: بمعنى قد.