الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يَوْمَ نَحْشُرُ ٱلْمُتَّقِينَ إِلَى ٱلرَّحْمَـٰنِ وَفْداً }

افهم ان المتقى من يتقى مما دون الحق ولا يتقى الا بان وقاه الله من طريان النفس والهوى على قلبه وأنسه بأنسه، فالمتقون الخارجون بنور مشاهدة الله عن ظلمات الاكوان اذا كان وقت حشرهم اركبهم الله على مراكب انوار تقواه ودعاهم الى مشاهدته ووصاله وانزلهم عيون الرحمانية واعطاهم من بحار رحمته جميع مأمولهم لذلك ذكر اسم الرحمانية اى لم يكن هناك وحشة قطع الامال اذا نزلوا موارد الجلال والجمال وهذا وصف المتقين الذين هم اهل بدايات المقامات فاما العارفون فهو بنفسه يحملهم في ميادين الازال والاباد ويبلغهم فى مدارج انوار الذات والصفات ولولا حمله اياهم كيف يقطعون برارى الديمومية وقفار الازلية والحدثان ساقطة في اودية قهر الربوبية قال ابن عطا بلغنى عن الصادق انه قال { وَفْداً } أي ركبانا على متون المعرفة وقال جعفر المتقى الذى اتقى كل شيء سوى الله والمتقى الذى اتقى متابعة هواه فمن كان بهذا الوصف فان الله يحمله الى حضرة المشاهدة على نجائب النور ليعرف اهل للشهد محله فيهم وقال الواسطى { وَفْداً } أي ركبانا وذلك حجابهم لانه من جذبته زينته عن الحق حتى ينسيه ولا يجذبه ذكر الحق عن الاعراض وجذب الزينة فهو الكاذب في دعواه وقال ايضا لما لم يواقعه صفة ولا نعتا في الدنيا حشرهم في الآخرة الى الله باسم الرحمانية يسوقهم سوقا ارفق ما كان بهم واكثر شفقة لا يعرجون الى غيره ولا يلتفتون سواه وقال الاستاذ قيل ركبانا على نجائب طاعاتهم وهو مختلفون فمن راكب على صور طاعاتهم ومن راكب على مراكب هممهم ومن راكب على نجائب انوارهم ومن محمول يحمله الحق فى عقباه كما يحمله اليوم فى دنياه وليس محمول الحق كمحمول الخلق.