الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِذَا سَمِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَى ٱلرَّسُولِ تَرَىۤ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ ٱلدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ ٱلْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَآ آمَنَّا فَٱكْتُبْنَا مَعَ ٱلشَّاهِدِينَ }

{ وَإِذَا سَمِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَى ٱلرَّسُولِ } عطف على (لا يستكبرون). قال أبو البقاء: ويجوز أن يكون مستأنفاً في اللفظ وإن كان له تعلق بما قبله في المعنى. يعني: وإذا سمعوا القرآن { تَرَىۤ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ } أي: تنصبّ { مِنَ ٱلدَّمْعِ } الحاصل من اجتماع حرارة الحب والخوف، مع برد اليقين { مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ ٱلْحَقِّ } أي: من كتابهم، فوجدوه أكمل منه وأفضل، أو من الذي نزل على الرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الحق، أو من صفة محمد صلى الله عليه وسلم ونعته في كتابهم { يَقُولُونَ } أي: من عدم استكبارهم { رَبَّنَآ آمَنَّا } أي: بك وبما أنزلت وبرسولك محمد { فَٱكْتُبْنَا مَعَ ٱلشَّاهِدِينَ } أي: الذين شهدوا بأنه حق أو بنبوته. روى الحاكم، وصححه، عن ابن عباس قال: أي: مع أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وأمته هم الشاهدون. يشهدون لنبيهم أنه قد بلّغ، وللرسل أنهم قد بلّغوا.