الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ سُبْحَانَ رَبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ رَبِّ ٱلْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ }

{ سُبْحَانَ رَبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ رَبِّ ٱلْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ } على نفي التالي. وهو عبادة الولد. أي: أوحّده وأنزهه تعالى عما يصفونه من كونه مماثلاً لشيء، لكونه ربّاً خالقاً للأجسام كلها، فلا يكون من جنسها، فيفيد انتفاء الولد على الطريق البرهانيّ. وأما دلالته على الثاني فإذا جعل قوله: { سُبْحَانَ رَبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ } إلخ من كلام الله تعالى، لا من كلام الرسول، (أي نزِّه رب السماوات عما يصفونه) فيكون نفياً للمقدم ويكون تعليق عبادة الرسول من باب التعليق بالمحال، والمعلق بالشرط عند عدمه فحوى بدلالة المفهوم، أبلغ عند علماء البيان من دلالة المنطوق. كما قال في استبعاد الرؤية:فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي } [الأعراف: 143]. انتهى.