الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ ٱلْمَلاَئِكَةَ وَٱلنَّبِيِّيْنَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُم بِٱلْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُّسْلِمُونَ }

{ وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُواْ ٱلْمَلاَئِكَةَ وَٱلنَّبِيِّيْنَ أَرْبَاباً } لا يمنون عليكم بتعليمهم اياكم ان تزكوهم وتطردوهم ولا تلتفتون باسرارهم الى تمكينهم ودرجاتهم ويعلمون انهم فى ديوان الالوهية والربوبية كل شئ فى كل شئ ولا ترون الكون مع ما فيه ومن فيه فى جنب عظمة الله تعالى الا كذرة في السمٰوات والارض ولا تتعرضون بامور انفسهم فى امر الله تعالى ويعلمون ان امر الحق غالب على جميع الامور فانهم مأمورون كجميع الخلائق { أَيَأْمُرُكُمْ بِٱلْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُّسْلِمُونَ } اى لا ياتون الى الخلق الا لتهذيب اسرارهم عن الاكوان والحدثان فى خالص عبودية الرحمن ويخبرونهم عن اسرار الحقيقة وانوار الشريعة وعن وحدانية الله وقدس طبقاته وعز بقاء وجهه وجماله ويأمركم التمسك بحبل الله المتين وصرف الايمان بنعت اليقين وقال ابن عطاء موضعاً للملاحظات وليس بايديهم من النفع والضر شئ فكيف لمن دونهم وقال الواسطى فى هذه الاية لاتحظرون باسراركم تعظيمهم ولا الكفر فى معاينهم واعلموا انما هى ربوبية تولدت عبودية وقال ابن عطاء اياك ان تلاحظ مخلوقا وانت تجد الى ملاحظة الحق سبيلا قال الله تعالى { وَلاَ يَأْمُرَكُمْ } الاية وقال الواسطى فى هذه الآية محلا للمخاطبات وموضعاً للمعاملاتأَيَأْمُرُكُم بِٱلْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُّسْلِمُونَ } ايأمركم بالاحتجاب عن الحق بعد معاينة الحق أو بالانقطاع عن الحق بمواصلة غيره وقيل يامركم بالتوسل الى من لا وسيلة له الا بالحق وقيل ايامركم بمطالعة الاشكال ونسبة الحدثان الى الامثال بعد ان لاح فى اسراركم انوار التوحيد وطلعت فى قلوبكم شموس التفريد.