الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيُطْعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً }

{ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ } مفعول ثان * { عَلَى حُبِّهِ } اي حب الطعام اي يصدقونه وهو محبوب عندهم تشتهيه النفس فقوله على حبه من التعميم البياني وهو أن يؤتى في كلام لا يوهم خلاف المقصود بفضلة لنكتة كالمبالغة في الآية أو حب الطعام أي يطعمون بطيب نفوسهم، أو حب الله لا لأمر دنيوي. وعليهما فقوله على حبه لتادية أصل المراد. * { مِسْكِينا } مفعول أول * { وَيَتِيماً وَأَسِيراً } أسيرا من الكفار كان صلى الله عليه وسلم يأتى بالأسير فيدفعه الى بعض المسلمين فيقول أحسن إليه فيكون عنده يوماً أو يومين أو ثلاثة أو أكثر ويوثره على نفسه حتى يفرغ صلى الله عليه وسلم من الحرب، وكذا يجوز الإحسان الى الكفار في دار الاسلام و لا تصرف اليهم الزكاة والكفارات وغيرها من الواجبات قيل إلا من لم يجد غيرهم وفقراء أهل الكتاب قبل غيرهم وقيل يعطي الكفارات لفقراء أهل الكتاب مع فقراء المسلمين وعن قتادة كان اسيرهم يومئذ المشرك وأخوك المسلم أحق أن تطعمه وعن سعيد بن جبير وعطاء هو الأسير من أهل القبلة. وعن أبي سعيد الخدري هو المملوك والمسجون ويجوز ان يراد بالأسير الغريم. قال صلى الله عليه وسلم " غريمك أَسيرك فأحسن إِلى أسيرك " وان تراد المرأة قال صلى الله عليه وسلم " اتقوا الله في النساء فإنهن عوان بين أيديكم " اي اسيرات والآية قيل سبب نزولها أبوالد حداح وهو من الانصار صام يوما فجاءه في وقت الافطار مسكين ويتيم وأسير فاطعمهم ثلاثة أرغفة وبقي رغيف واحد له ولأهله. وروى المخالفون عن ابن عباس أنها نزلت في علي عمل ليهودي بشيء من شعير فطحن منه ثلثه فأصلحوا منه شيئا يأكلونه ولما فرغ أتى مسكين فسأل فاعطاه وأصلح الثلث الثاني ولما فرغ سأله يتيم فأعطاه إياه وأصلح الثلث الثالث فسأله أسير مشرك فأعطاه وطووا يومهم وليلتهم. والآية شاملة لكل مسلم أطعم هؤلاء، وقيل المراد الأسير المشرك والمؤمن وورد في الحث على المسكين قوله صلى الله عليه وسلم لكل شيء مفتاح ومفتاح الجنة حب المسكين والفقراء الصبر هم جلساء الله يوم القيامة. وقوله " اللهم أحيني مسكيناً وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين يوم القيامة " فقالت عائشة لم يا رسول الله قال إنهم يدخلون الجنة قبل اغنيائهم بأربعين خريفاً يا عائشة ردي المسكين ولو بشق تمرة يا عائشة احبي المساكين وقربيهم فان الله يقربك يوم القيامة.