الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ لِلْفُقَرَآءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلصَّادِقُونَ }

{ لِلْفُقَرَآءِ } الظاهر انه يدل من الذي في قوله ولذي القربى وما عطف عليه وان قلنا ان اغنياء ذوي القربى يعطون فهو بدل من قوله اليتامى والمساكين وابن السبيل أو الفىء فيء بني النضير قاله القاضي قلت لو كان بدلا من اليتامى وما بعده لم نقل باللام اللهم إلا ان لوحظت زيادتها أو روعيت اللام في اليتامى ولا يصح بدلا من الله وما بعده أو من الرسول وما بعده لخروجه عن تعظيم الله ولو قلنا المراد بالله انه لسبيله ولان رسول الله لا يسمى فقيرا وقد أخرجه الله من الفقراء في قوله { وَيَنصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ } ويجوز تعليقه بمحذوف أي اعجبوا للفقراء. { المُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا } اخرجهم اهل مكة واخذوا اموالهم { مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمٍ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللهِ } أي رزقا ليتمكنوا من الطاعة وقيل ثوابا. { وَرِضْوَاناً } منه عنهم. { وَيَنصُرُونَ اللهَ } دينه { وَرَسُولَهُ } بالمال والنفس ويبتغون حال وذكر اخراجهم واتبغاؤهم مقصدهم ليشقوا عليهم وتفخيما لهم وقال قتادة هم المهاجرون الذي تركوا الدنيا والمال والعشيرة وخرجوا حبا لله واخراج الكفار اياهم لسبقهم عليهم في الدين واصرارهم عليه حتى خرجوا وترى واحدا عصب حجرا على بطنه للجوع وآخر لباسه حصير في الشتاء ما له سواه. وفي الحديث " فقراء المهاجرين يسبقون الاغنياء يوم القيامة الى الجنة باربعين خريفاً " وقال " ابشروا صعاليك المهاجرين بالنور التام يوم القيامة تدخلون الجنة قبل اغنياء الناس بنصف يوم " وذلك خمسمائة سنة. { أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ } قولا وفعلا واعتقادا " روي أن الانصار قالوا يا رسول الله اقسم بيننا وبين اخواننا المهاجرين الارض نصفين قال لا ولكنكم تكفلونهم المؤونة وتقاسمونهم التمره والارض ارضكم فقالوا رضينا بذلك يا رسول الله " فنزل.