الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نُهُواْ عَنِ ٱلنَّجْوَىٰ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ ٱلرَّسُولِ وَإِذَا جَآءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ ٱللَّهُ وَيَقُولُونَ فِيۤ أَنفُسِهِمْ لَوْلاَ يُعَذِّبُنَا ٱللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ }

{ أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نُهُواْ عَنِ ٱلنَّجْوَىٰ } اى المسارّة او المحاورة { ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ ٱلرَّسُولِ } يعنى يتناجون بغصب حقّ آل محمّد (ص) ومعاداتهم ومخالفة قول الرّسول (ص) فيهم، وبعبارةٍ اخرى يتناجون بما فيه قوّة القوّة البهيميّة الشّهويّة، وقوّة القوّة الغضبيّة السّبعيّة، وقوّة القوّة الجهليّة الشّيطانيّة { وَإِذَا جَآءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ ٱللَّهُ } اظهاراً لحبّهم لك بالتّحيّات العالية سرّاً لنفاقهم عنك وعن المؤمنين { وَيَقُولُونَ فِيۤ أَنفُسِهِمْ } من غير تلفّظٍ او فيما بينهم من غير اطّلاع الغير عليهم { لَوْلاَ يُعَذِّبُنَا ٱللَّهُ بِمَا نَقُولُ } لانّهم قبلوا الاسلام وصدّقوا محمّداً (ص) فى اكثر ما قاله من امر الآخرة ولم يصدّقوه فى خلافة علىٍّ (ع) { حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } قيل: نزلت قوله: { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نُهُواْ عَنِ ٱلنَّجْوَىٰ } (الآيات) فى اليهود والمنافقين انّهم كانوا يتناجون فيما بينهم دون المؤمنين وينظرون الى المؤمنين ويتغامزون بأعينهم فاذا رأى المؤمنون نجويهم قالوا: ما نريهم الاّ وقد بلغهم عن اقربائنا واخواننا الّذين خرجوا فى السّرايا قتلٌ او مصيبةٌ او هزيمةٌ، فيحزنهم ذلك فلمّا طال ذلك شكوا الى رسول الله (ص) فأمرهم ان لا يتناجوا دون المسلمين فلم ينتهوا عن ذلك وعادوا الى مناجاتهم، لكن نقول: ان كان نزولها فى اليهود فالمقصود منها منافقوا الامّة الّذين كانوا يتناجون فى ردّ قول محمّدٍ (ص) فى علىٍّ (ع)، وقيل: نزلت قوله: { وَإِذَا جَآءُوكَ حَيَّوْكَ } (الى آخر الآية) فى اليهود فانّهم كانوا يأتون النّبىّ (ص) فيقولون: السّام عليك، والسّام الموت وهم يوهّمون انّهم يقولون: السّلام عليك وكان النّبىّ (ص) يردّ عليهم بقوله: " وعليكم " فان كان النّزول فيهم فالمقصود منها المنافقون كما ذكرنا واشار الصّادق (ع) فى الحديث السّابق.