الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ يَا أَيُّهَآ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ للَّهِ شُهَدَآءَ بِٱلْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىۤ أَلاَّ تَعْدِلُواْ ٱعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }

قوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله } في سبب نزولها ثلاثة أقوال.

أحدها: أنها نزلت من أجل كفار قريش أيضاً، وقد تقدم ذكرهم في قوله: { ولا يجرمنَّكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام } روى نحو هذا أبو صالح، عن ابن عباس وبه قال مقاتل.

والثاني: أن قريشاً بعثت رجلاً ليقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأطلع الله نبيه على ذلك، ونزلت هذه الآية، والتي بعدها، هذا قول الحسن.

والثالث: أن النبي صلى الله عليه وسلم ذهب إِلى يهود بني النضير يستعينهم في ديةٍ، فهمُّوا بقتله، فنزلت هذه الآية، قاله مجاهد، وقتادة. ومعنى الآية: كونوا قوامين لله بالحق ولا يحملنَّكم بغض قوم على ترك العدل { اعدلوا } في الولي والعدو { هو أقرب للتقوى } ، أي إِلى التقوى. والمعنى: أقرب إِلى أن تكونوا متقين وقيل: هو أقرب إِلى اتقاء النار.