الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ مَعَاذَ ٱللَّهِ أَن نَّأْخُذَ إِلاَّ مَن وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِندَهُ إِنَّـآ إِذاً لَّظَالِمُونَ }

{ قالَ } يوسف { مَعاذَ الله } مفعول مطلق، الأصل أعوذ بالله معاذا ذف العامل والجار، وأخر المجرور وأضيف إليه معاذ وهو مصدر ميمى من { أنْ نأخُذ إلا مِنْ وَجدنْا مَتاعنَا } هو الصواع { عنْدَه } لم يقل إلا من سرق متاعنا تجوزا عن التكذيب، وصح التفريع، لأن معاذ الله امتناع فهو نفى، فكأنه قال لا نأخذ إلا من وجدنا إلى آخره، أو تقدر لا النافية ولو لم يكن هذا الموضع من مواضع شيوع حذفها لظهور المراد، أى نلتجئ إلى الله فى أن لا نأخذ إلا من وجدنا إلى آخره. { إنَّا إذا لظالمونَ } باعتبار ما حكمتم به إذا أخذنا بريئا بسارق، وهذا منه مقابلة لكلامهم، أو أراد إنا إذن لظالمون بمخالفة الوحى، إذ أوحى الله جل وعلا إلى أن أخذ بنيامين لمصلحة أو مصالح علمها فى ذلك، منها تكامل أجر يعقوب وتزايده، كما أخفى أمر يوسف عنه لذلك مع قرب المسافة، ونهى يوسف أن يكتب إليه ويعلمه، وإذا حرف جواب هنا قيل وجزاء أيضا.