{ وَجَاهِدُوا فِي ٱللَّهِ } يأمرهم بالعمل { حَقَّ جِهَادِهِ } يقول: اعملوا لله بالخير حق عمله نسختها الآية التي في التغابن، وهي:{ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسْتَطَعْتُمْ... } [التغابن: 16]. ثم قال: { هُوَ ٱجْتَبَاكُمْ } يقول الله عز وجل: استخلصكم لدينه { وَمَا جَعَلَ عَلَيْكمْ فِي ٱلدِّينِ } يعني في الإسلام { مِنْ حَرَجٍ } يعني من ضيق، ولكن جعله واسعاً هو { مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ } يقول الله عز وجل: سماكم { ٱلْمُسْلِمِينَ } فيها تقديم { مِن قَبْلُ } قرآن محمد صلى الله عليه وسلم في الكتب الأولى { وَفِي هَـٰذَا } القرآن أيضاً سماكم المسلمين { لِيَكُونَ ٱلرَّسُولُ } يعني النبي صلى الله عليه وسلم { شَهِيداً عَلَيْكُمْ } أنه بلغ الرسالة { وَتَكُونُواْ } أنتم يا معشر أمة محمد صلى الله عليه وسلم، يعني مؤمنيهم { شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ } يعني شهداء للرسل أنهم بلغوا قومهم الرسالة { فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ } يقول: أتموها { وَآتُواْ ٱلزَّكَـاةَ } يقول: أعطوا الزكاة من أموالكم { وَٱعْتَصِمُواْ بِٱللَّهِ } يقول: وثقوا بالله، فإذا فعلتم ذلك { هُوَ مَوْلاَكُمْ فَنِعْمَ ٱلْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ ٱلنَّصِيرُ } [آية: 78] يقول: نعم المولى هو لكم، ونعم النصير هو لكم.