الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ يَـٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ ٱلْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُوۤاْ أَهْوَآءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَآءِ ٱلسَّبِيلِ }

قوله تعالى: { قُلْ يَـۤأَهْلَ ٱلْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ ٱلْحَقِّ } أي لا تُفْرطوا كما أفرطت اليهود والنصارى في عيسى غُلُوّ اليهود قولهم في عيسى، ليس ولد رِشْدَة، وغلو النصارى قولهم: إنه إله. والغلُوّ مجاوزة الحدّ وقد تقدم في «النساء» بيانه. قوله تعالى: { وَلاَ تَتَّبِعُوۤاْ أَهْوَآءَ قَوْمٍ } الأهواء جمع هوًى وقد تقدّم في «البقرة». وسُمّي الهوى هوًى لأنه يَهْوِي بصاحبه في النار. { قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ } قال مجاهد والحسن: يعني اليهود. { وَأَضَلُّواْ كَثِيراً } أي أضلوا كثِيراً من الناس. { وَضَلُّواْ عَن سَوَآءِ ٱلسَّبِيلِ } أي عن قصد طريق محمد صلى الله عليه وسلم. وتكرير ضلوا على معنى أنهم ضلوا من قبل وضلوا من بعد والمراد الأسلاف الذين سنوا الضلالة وعملوا بها من رؤساء اليهود والنصارى.