الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذَآ أُلْقُواْ فِيهَا سَمِعُواْ لَهَا شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ }

قوله تعالى: { إِذَآ أُلْقُواْ فِيهَا } يعني الكفار. { سَمِعُواْ لَهَا شَهِيقاً } أي صَوْتاً. قال ابن عباس: الشهيق لجهنم عند إلقاء الكفار فيها تَشْهَق إليهم شهقة البغلة للشعير، ثم تَزْفِر زفرةً لا يبقى أحد إلا خاف. وقيل: الشَّهِيق من الكفار عند إلقائهم في النار قاله عطاء. والشَّهيق في الصدر، والزَّفِير في الحَلْق. وقد مضى في سورة «هود». { وَهِيَ تَفُورُ } أي تَغْلي ومنه قول حسان:
تركتم قِدْرَكُم لا شيءَ فيها   وقِدْرُ القوم حاميةٌ تفورُ
قال مجاهد: تفور بهم كما يفور الحَبّ القليلُ في الماء الكثير. وقال ابن عباس: تَغْلي بهم على المِرْجل وهذا من شدّة لَهَب النار من شدّة الغضب كما تقول فلان يفور غَيْظاً.