الرئيسية - التفاسير


* تفسير مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير/ الرازي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِذَآ أُلْقُواْ فِيهَا سَمِعُواْ لَهَا شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ }

الصفة الأولى: قوله تعالى: { إِذَا أُلْقُواْ فِيهَا سَمِعُواْ لَهَا شَهِيقًا }. { أَلْقَوْاْ } طرحوا كما يطرح الحطب في النار العظيمة ويرمى به فيها، ومثله قوله:حَصَبُ جَهَنَّمَ } [الأنبياء: 98] وفي قوله: { سَمِعُواْ لَهَا شَهِيقًا } وجوه أحدها: قال مقاتل: سمعوا لجهنم شهيقاً، ولعل المراد تشبيه صوت لهب النار بالشهيق، قال الزجاج: سمع الكفار للنار شهيقاً، وهو أقبح الأصوات، وهو كصوت الحمار، وقال المبرد: هو والله أعلم تنفس كتنفس المتغيظ وثانيها: قال عطاء: سمعوا لأهلها ممن تقدم طرحهم فيها شهيقاً وثالثها: سمعوا من أنفسهم شهيقاً، كقوله تعالى:لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ } [هود: 106] والقول هو الأول. الصفة الثانية: قوله: { وَهِىَ تَفُورُ } قال الليث: كل شيء جاش فقد فار، وهو فور القدر والدخان والغضب والماء من العين، قال ابن عباس: تغلي بهم كغلي المرجل، وقال مجاهد: تفور بهم كما يفور الماء الكثير بالحب القليل، ويجوز أن يكون هذا من فور الغضب، قال المبرد: يقال تركت فلاناً يفور غضباً، ويتأكد هذا القول بالآية الآتية.