الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ }

قوله تعالى { لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ } اى لكل خطاب من خطابنا معدن من ذاتنا لان خطابنا كلامنا وكلامنا صفتنا قائمة بذاتنا وذاتنا معدن صفاتنا فاذا ورد امر كان وارد خبر الغيب وخبر الغيب وارد الخطاب ووارد الخطاب وارد الكلام الذى هو صفة الازل التي سطع نورها من ذات القديم وورد على اشكال الامر والفعل فيكون على قدر عقول الخلق ولو خرج صرفا لم يحتمل الحدثان ويضمحل فيه الزمان والاكوان لان نعوت الازلية لا تحملها الا صفة الازلية وايضا لكل خبر على صورة المدركة مراد من الله سبحانه الذى يوافق خبر الغيب ولا يفهمه الا ربانى الصفة وايضا لكل خطاب من الله سبحانه من قلوب العارفين مستقر لا تنزل الا فى مستقره هناك لا يضطرب الخبر لان هناك مسقط تجلى الازل وخبر الازل فى موضع تجلى الازل يستقر لانه اهله قال عليه السلام " اهل القرآن اهل الله وخاصته " وايضا لكل نبأ بيان يدل ذلك الى مقام من مقامات الصديقين مثل ما ذكر فى القرآن اوصافهم ونعوتهم من المحبة والخوف والرجاء والصدق والاخلاص والمعرفة والتوحيد والايمان والايقان والمشاهدة والمكاشفة والحضور والقاء السمع وامثال ما ذكرنا يوجب الخبر وصف فوائد تلك المقامات لاهلها ولا يستلذ الحمد لله الذى خص اولياءه بهذه المقامات وايضا لكل نبا من اوقات العارفين وقت ينزل على قلوبهم على قدر الوقت ليدل الى معالى درجات الغيب قال الحسين لكل دعوى كشف.