الرئيسية - التفاسير


* تفسير التحرير والتنوير/ ابن عاشور (ت 1393 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَضَيْنَآ إِلَيْهِ ذَلِكَ ٱلأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلآءِ مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ }

{ قضينا } قدرنا، وضمن معنى أوحينا فعدي بــــ إلى. والتقدير وقضينا ذلك الأمر فأوحينا إليه، أي إلى لوط ــــ عليه السلام ــــ، أي أوحينا إليه بما قضينا. و { ذلك الأمر } إبهام للتهويل. والإشارة للتعظيم، أي الأمر العظيم. و { أن دابر هؤلاء مقطوع } جملة مفسرة لــــ { ذلك الأمر } وهي المناسبة للفعل المضمن وهو أوحينا. فصار التقدير وقضينا الأمرَ وأوحينا إليه أن دابر هؤلاء مقطوع. فنُظم الكلام هذا النظم البديع الوافر المعنى بما في قوله { ذلك الأمر } من الإبهام والتعظيم. ومجيء جملة { دابر } مفسرة مع صلوحية { أنّ } لبيان كل من إبهام الإشارة ومن فعل أوحينا المقدر المضمن، فتم بذلك إيجاز بديع معجز. والدابرُ الآخر، أي آخر شخص. وقطعه إزالته. وهو كناية عن استئصالهم كلهم، كما تقدم عند قوله تعالىفقطع دابر القوم الذين ظلموا } في سورة الأنعام 45. وإشارة { هؤلاء } إلى قومه. و { مصبحين } داخلين في الصباح، أي في أول وقته، وهو حال من اسم الإشارة. ومبدأ الصباح وقت شروق الشمس ولذلك قال بعدهفأخذتهم الصيحة مشرقين } سورة الحجر 73.