الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ ابن عبد السلام (ت 660 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ يَدُ ٱللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَآءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ ٱلْعَدَاوَةَ وَٱلْبَغْضَآءَ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ كُلَّمَآ أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا ٱللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي ٱلأَرْضِ فَسَاداً وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُفْسِدِينَ }

{ مَغْلُولَةٌ } عن عذابهم، أو مقبوضة عن العطاء على جهة البخل. { غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ } الزموا البخل ليتطابق الكلام، أو { غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ } في النار حقيقة { وَلُعِنُواْ } بتعذيبهم بالجزية قال الكلبي. { يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ } نعمة الدنيا ونعمة الدِّين، لفلان عندي يد أي نعمة، أو قوتاه بالثواب والعقاب، واليد القوةأُوْلِى ٱلأَيْدِى وَٱلأَبْصَارِ } [ص: 45] أو ملك الدنيا والآخرة، واليد الملك، من قولهم عنده ملك يمينه، أو التثنية للمبالغة في صفة النعمة، كلبيك وسعديك، قال:

يداك يدا مجد وكف مفيدة     .............................
{ طُغْيَاناً وَكُفْراً } بحسدهم وعنادهم { وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ } يريد ما بين اليهود من الخلاف، أو ما بين اليهود والنصارى، لتباين قولهم في المسيح.