الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ ٱلنَّشْأَةَ ٱلأُولَىٰ فَلَوْلاَ تَذَكَّرُونَ }

قوله تعالى { وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ ٱلنَّشْأَةَ ٱلأُولَىٰ فَلَوْلاَ تَذَكَّرُونَ } اى لقد ظهر انوار صفاتى فى مباشرة امرى فى اطوار فطرتكم الاولية ما رايتم تلك المشاهدات باسبالى ستور الغيرة على عينكم وكيف ينفع العلم بصورة الافعال اذا لم يدرك لطائف اصطناعه ولم ير حقايق انواره هذا أدم بديع فطرته وخليفة ملكه ظهر الحق منه ببديع الأيات وحقائق انوار الصفات خلقه من تراب ثم خلق ذريته من نطفة فباشر سر الحقيقة النطفة كما باشر التراب يا ليت لذريته لو عرفوا منشأه ومبدأه كما عرف أدم نفسه لكانوا عارفين بربهم بحقيقة العرفان لا برسم الادلة والبرهان قال القاسم لم تعلموا انا خلقناكم من تراب ثم من مضغة ثم من علقة من ماء مهين افلا تتعظون بهذه المواعظ وتبصرون الى عجايب الصنع فيكم وتستحيون من هذه الدعاوى والامانى والاضافات وتلزمون الادب فان من تعدى طوره هتك ستره.