الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَـٰلَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لاَ تَعْلَمُونَ }

قوله: { عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ }: يجوزُ أَنْ يتعلَّقَ بـ " مَسْبوقين " وهو الظاهرُ، ولم يَسْبِقْنا أحدٌ على تبديلِنا أمثالَكم أي: يُعْجِزْنا يُقال: سبقَه على كذا أي: أَعْجَزه عنه وغَلَبه عليه. والثاني: أنه متعلِّقٌ بقوله: " قَدَّرنا " أي: قَدَّرْنا بينكم على أَنْ نُبَدِّلَ أي: نُمَوِّت طائفةً ونَخْلُقَها طائفةً أخرى، قال معناه الطبري. فعلى هذا يكون قولُه: { وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ } معترضاً، وهو اعتراضٌ حسنٌ.

ويجوز في " أمثالَكم " وجهان، أحدهما: أنه جمعُ " مِثْل " بكسر الميم وسكون الثاء، أي: نحن قادرون على أن نُعدِمَكم ونَخْلُقَ قوماً آخرين أمثالَكم، ويؤيِّده: " إنْ يَشَأْ يُذْهِبْكم أيها الناسُ ويَأْتِ بآخرين " والثاني: أنه جمع " مَثَل " بفتحتين، وهو الصفةُ أي: نُغَيِّرُ صفاتِكم التي أنتم عليها خَلْقاً وخُلُقاً، ونُنْشِئُكم في صفاتٍ غيرِها.