الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّمَا ٱلصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَآءِ وَٱلْمَسَاكِينِ وَٱلْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَٱلْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي ٱلرِّقَابِ وَٱلْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }

قوله: { إِنَّمَا ٱلصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَآءِ وَٱلْمَسَاكِينِ وَٱلْعَامِلِينَ عَلَيْهَا } ، الآية.

{ فَرِيضَةً }: نصب على المصدر.

ومعنى الآية في قول عكرمة: أنها ناسخة لكل صدقة في القرآن.

فقوله: { لِلْفُقَرَآءِ وَٱلْمَسَاكِينِ }.

قال مجاهد، وعكرمة، والزُّهري، وجابر بن زيد: / " الفقير ": الذي لا يسأل و " المسكين ": الذي يسأل.

وقال ابن عباس: " المسكين ": الطواف، و " الفقير ": فقير المسلمين.

وقال قتادة " الفقير ": المحتاج الذي به زمانة، و " المسكين ": الصحيح المحتاج.

وقال الضحاك " الفقراء ": فقراء المجاهدين، و " المساكين ": [الذين] لم يهاجروا.

وذكر ابن وهب، عنه، أنّ " الفقراء ": من المهاجرين، و " المساكين " ): من الأعراب. قال: وكان ابن عباس يقول: " الفقراء " من المسلمين، و " المساكين " من أهل الذمة.

وقال الشافعي " الفقراء ": الذين لا مال لهم ولا حرفة تغنيهم، و " المساكين " الذين لهم مال، أوْ حرفة لا تغنيهم.

وقال أبو ثور " الفقير ": الذي لا شيء له، و " المسكين ": الذي لا يكسب من كسبه ما يقوته.

وقال عبيد الله بن الحسن " المسكين " الذي يخشع ويستكين، بأن لم يسأل و " الفقير " ، الذي يتحمل، ويقبل الشيء سراً، ولا يخشع.

وقال محمد بن مَسْلمة " الفقير ": الذي له مسكن يسكنه والخادم إلى ما هو أسفل من ذلك، و " المسكين ": الذي لا مال له.

وقال أهل اللغة: " المسكين ": الذي لا شيء له، و " الفقير ": الذي له شيء يكفيه.

قال يونس: قلت لأعرابي: أفقير أنت؟ قال: لا، بل مسكين.

وقال عكرمة " الفقراء ": من اليهود والنصارى، و " المساكين ": من المسلمين.

واختار الطبري، وغيره أن يكون " الفقير ": الذي يعطى بفقره فقط، و " المسكين ": الذي يكون عليه مع فقره خضوع وذل السؤال.

وأنشد أهل اللغة قول الراعي:
أمَّا الفَقِيرُ الَّذِي كَانَتْ حَلُوبَتُهُ   وَفْقَ الِعيَالَ فَلَمْ يُتْركْ لَهُ سَبَدُ
فجعل للفقير حَلُوبَةً، مقدار ما يكفي العيال.

فـ: " المسكين " أشد حاجة من " الفقير " فكل مسكين فقير، وليس كل فقير مسكيناً.

فـ: " الفقير ": الذي لا غنى له فوق قوت يومه، وهو فَعِيلٌ بمعنى مَفْعُول، كأنَّه مفقور الظهر، وهو الذي نزعت فَقْره [من فِقَر] ظهره، فانقطع ظهره من شدة الفقر، وهذا الاشتقاق يدل على أنّ " الفقير " أشدُّ حاجةً من " المسكين " وقد قال تعالى:

السابقالتالي
2 3