الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوۤاْ أَحْصَاهُ ٱللَّهُ وَنَسُوهُ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }

قوله تعالى { أَحْصَاهُ ٱللَّهُ وَنَسُوهُ } اخبر الله سبحانه عن عظيم احاطته بالضمائر والخواطر وذرات الوجود من الازل الى الابد بحيث لا يعزب عن علمه واحاطته مثقال ذرة فى السماوات والارض قال الله { وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } شاهد الاشياء بعلمه الذى شاهده كينونيتها فى الازل فاوعد العباد وحذرهم فى مراقبته من اطلاعه بما كان وما يكون وبين غفلة العباد عن ذلك حيث نسوا ما فعلوا وما حاسبوا انفسهم قبل ان يحاسبوا قال بعضهم من نسي جرائمه ولم يكثر عليها بكاؤه ولم يتاسف عليها بالندم وطلب التوبة فقد ضيع عمره لان الله احصى عليه اعماله وسيرتها اياه فى المشهد الاعظم حين لا ينفع توبة تائب ولا يسمع دعاء داع ولا يقبل معذرة معتذر قال الله أحصاه الله ونسوه.