الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكَذٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ ٱلأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ ءَالِ يَعْقُوبَ كَمَآ أَتَمَّهَآ عَلَىٰ أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }

قوله عز وجل: { وكذلك يجتبيك ربك } فيه ثلاثة أقاويل:

أحدها: بحسن الخَلق والخُلق.

الثاني: بترك الإنتقام.

الثالث: بالنبوة، قاله الحسن. { ويعلمك من تأويل الأحاديث } فيه ثلاثة تأويلات:

أحدها: عبارة الرؤيا، قاله مجاهد.

الثاني: العلم والحكمة، قاله ابن زيد.

الثالث: عواقب الأمور، ومنه قول الشاعر:

وللأحبة أيام تذكّرُها   وللنوى قبل يوم البيْن تأويل
{ ويتم نعمته عليك } فيه وجهان:

أحدهما: باختيارك للنبوة.

الثاني: بإعلاء كلمتك وتحقيق رؤياك، قال مقاتل.

وفيه وجه ثالث: أن أخرج إخوته إليه حتى أنعم عليهم بعد إساءتهم إليه.

{ وعلى آل يعقوب } بأن جعل فيهم النبوة.

{ كما أتمها على أبويك من قبل ابراهيم وإسحاق } قال عكرمة: فنعمته على إبراهيم أن أنجاه من النار، وعلى إسحاق أن أنجاه من الذبح.