الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي ٱلأَرْضِ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }

قوله تعالى: { وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي ٱلأَرْضِ } ، أي: ليس دابة، «من» صلة، والدابة: كل حيوان يدب على وجه الأرض. وقوله: { إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ رِزْقُهَا } ، أي: هو المتكفل بذلك فضلاً، وهو إلى مشيئته إن شاء رزق وإن شاء لم يرزق. وقيل: " على " بمعنى: " من " أي: من الله رزقها. وقال مجاهد: ما جاءها من زرق فمن الله عزّ وجلّ، وربما لم يرزقها حتى تموت جوعاً. { وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا } ، قال ابن مقسم: ويُروَى ذلك عن ابن عباس، مستقرها: المكان الذي تأوي إليه، وتستقر فيه ليلاً ونهاراً، ومستودعها: الموضع الذي تدفن فيه إذا ماتت. وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: المستقر أرحام الأمهات والمستودع المكان الذي تموت فيه وقال عطاء: المستقر أرحام الأمهات والمستودع أصلاب الآباء. ورواه سعيد بن جبير، وعلي بن أبي طلحة، وعكرمة عن ابن عباس. وقيل: المستقر: الجنة أو النار، والمستودع القبر، لقوله تعالى في صفة الجنة والنارحَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً } [الفرقان: 76]. { كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } ، أي: كل مثبت في اللوح المحفوظ قبل أن خلقها.