الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِٱلأُنْثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ }

قوله تعالى: { وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِٱلأُنْثَىٰ } أي أخبر أحدهم بولادة بنت. { ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً } أي متغيراً، وليس يريد السواد الذي هو ضد البياض، وإنما هو كناية عن غمه بالبنت. والعرب تقول لكل من لقي مكروهاً: قد اسود وجهه غَمّاً وحزناً قاله الزجاج. وحكى الماوردي أن المراد سوادُ اللون قال: وهو قول الجمهور. { وَهُوَ كَظِيمٌ } أي ممتلىء من الغم. وقال ابن عباس: حزين. وقال الأخفش: هو الذي يكظم غيظه فلا يظهره. وقيل: إنه المغموم الذي يطبق فاه فلا يتكلم من الغم مأخوذ من الكِظامة وهو شد فم القربة قاله علي بن عيسى. وقد تقدّم هذا المعنى في سورة «يوسف».