الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }

وتأويـل قوله: { ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ } يقول: تركنا معاجلتكم بـالعقوبة من بعد ذلك، أي من بعد اتـخاذكم العجل إلها. كما: حدثنـي به الـمثنى بن إبراهيـم قال: حدثنا آدم العسقلانـي، قال: حدثنا أبو جعفر، عن الربـيع، عن أبـي العالـية: { ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ } يعنـي من بعد ما اتـخذتـم العجل. وأما تأويـل قوله: { لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } فإنه يعنـي به: لتشكروا. ومعنى «لعل» فـي هذا الـموضع معنى «كي»، وقد بـينت فـيـما مضى قبل أن أحد معانـي «لعل» «كي» بـما فـيه الكفـاية عن إعادته فـي هذا الـموضع. فمعنى الكلام إذا: ثم عفونا عنكم من بعد اتـخاذكم العجل إلها لتشكرونـي علـى عفوي عنكم، إذ كان العفو يوجب الشكر علـى أهل اللبّ والعقل.