الرئيسية - التفاسير


* تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ تُؤْتُواْ ٱلسُّفَهَآءَ أَمْوَالَكُمُ ٱلَّتِي جَعَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ قِيَٰماً وَٱرْزُقُوهُمْ فِيهَا وَٱكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً }

قوله تعالى: { وَلاَ تُؤْتُواْ ٱلسُّفَهَآءَ أَمْوَالَكُمُ } [الآية: 5].

قيل: أولادكم الذين يمنعونكم عن الصدقة.

قال سهل رحمه الله: أسفه السفهاء نفسك فإن زخرفتها بالعلم والخوف والورع، وإلا حجزتك عن طريق نجاتك من الخروج عن الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: { وَلاَ تُؤْتُواْ ٱلسُّفَهَآءَ أَمْوَالَكُمُ ٱلَّتِي جَعَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً } أى: جعلها لكم إن قطعتم فى سبيلى وأورثتكم المحن إن تركتم قوله تعالى: { فَإِنْ آنَسْتُمْ مِّنْهُمْ رُشْداً } قيل: يعنى أبصرتم منهم إصابة الحق.

وقيل: القيام فى العبادات على شرط السنة.

وقيل: سخاء النفس، وقيل: صحبة الأكابر والميل إليهم.

وقال أبو عثمان رحمه الله: صحبة أهل الصلاح.

قال رويم: الرشيد: الرجوع إلى التفويض وترك التدبير.

وقال ابن عطاء رحمه الله: الرشيد من يفرق بين الإلهام والوسوسة.

قوله تعالى: { وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً }.

قال: هو الشاهد عليك، الشهيد على خواطرك وأنفاسك فاتقه فيها.

وقال الواسطى رحمه الله: لا تشهد أفعالك ولا أحوالك وكفى بالله شهيدًا عليها وهو شاهد لها.

قوله عز وجل: { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }.

قيل: هو المراقب بسرك والناظر إليك، فاجتهد أن لا ينظر إليك فيراك مشتغلاً بغيره فيقطعك ويمحقك.

وقال ابن عطاء رحمه الله: فى قوله تعالى: { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } قال: عالمًا بما تغمره فى سرك وما تخفيه من خواطرك، فراقب من هو الرقيب عليك.