الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ }

قوله تعالى { إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ } اعلم الحق سبحانه اهل معرفته به انه كان عالما بالعلم القديم ومريدا بالارادة الازلية قدر المقادير بعلمه لا بفعله وبارادته لا بخلقه ولم يزل عالما بذلك مريدا لذلك فسر القدر نعته الازلى ووصفه الابدى فاوجد الموجودات بما سبق القدر منه فى الازل ولا يتغير ابدا مما قدر وقضى ولو خرج المقدر بلباس المحو والاثبات لا تبديل له من سبق تقدير الاول قال الله تعالى لا تبديل لخلق الله ولا مبدل لكلماته فمقتضى الخطاب الرضا والتفويض والتوكل والتسليم حتى ينكشف انوار السوابق له فيصير مشاهدا لما سبق مكاشفا لما طرق قال القاسم دخل فى هذا المعنى نفوس الخلق وأثارهم واعمالهم وخطرات قلوبهم وانفاسهم فى اوقاتهم واخلاقهم المحمودة والمذمومة واجالهم ومعايشهم اظهارا لما سبق فهم من العلم وايجاد القدرة انه ضبط كل شئ بتقديره لا انفكاك لاحد من ذلك تقديراً من العزيز العليم وقهر جميع الاشياء باجراء ارادته عليهم وتيسيرهم على ما در عليهم ولهم.