الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يَوْمَ تُبَدَّلُ ٱلأَرْضُ غَيْرَ ٱلأَرْضِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُ وَبَرَزُواْ لِلَّهِ ٱلْوَاحِدِ الْقَهَّارِ }

{ يَوْمَ تُبَدَّلُ ٱلأَرْضُ غَيْرَ ٱلأَرْضِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُ } وذلك أنه تسير عن الأرض جبالها وتفجر بحارها وتسوَّى، فلا يرى فيها عوج ولا أمت. وتبدل السماوات بانتثار كواكبها وكسوف شمسها وخسوف قمرها وانشقاقها وكونها أبواباً و { يَوْمَ } بدل من (يوم يأتيهم) أو ظرف للانتقام أو مقدر بـ (اذكر) أو (لا يخلف وعده).

{ وَبَرَزُواْ } أي: الخلائق أو الظالمون من أجداثهم { لِلَّهِ ٱلْوَاحِدِ الْقَهَّارِ } أي: لحسابه وجزائه.

قال أبو السعود: والتعرض للوصفين لتهويل الخطب وتربية المهابة وإظهار بطلان الشرك وتحقيق الانتقام في ذلك اليوم على تقدير كونه ظرفاً له. وتحقيق إتيان العذاب الموعود على تقدير كونه بدلاً من (يوم يأتيهم العذاب) فإن الأمر إذا كان لواحد غلاّب، كان في غاية الشدة والصعوبة.