الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ فَقَالُوۤاْ أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ } * { فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُواْ مِنَ ٱلْمُهْلَكِينَ }

يقول تعالى ذكره: فقال فرعون وملؤه: { أنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنا } فنتبعهما { وَقَوْمُهُما } من بنـي إسرائيـل { لَنا عابِدُونَ } يعنون أنهم لهم مطيعون متذللون، يأتـمرون لأمرهم ويدينون لهم. والعرب تسمي كل من دان الـملك عابداً له، ومن ذلك قـيـل لأهل الـحِيرة: العبـاد، لأنهم كانوا أهل طاعة لـملوك العجم. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: قال فرعون: { أنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنا }... الآية، نذهب نرفعهم فوقنا، ونكون تـحتهم، ونـحن الـيوم فوقهم وهم تـحتنا، كيف نصنع ذلك؟ وذلك حين أتوهم بـالرسالة. وقرأ: { وَتَكُونَ لَكُما الكِبْرياءُ فِـي الأَرْضِ } قال: العلوّ فـي الأرض. وقوله: { فَكَذَّبُوهُما فَكانُوا مِنَ الـمُهْلَكِينَ } يقول: فكذّب فرعون وملؤه موسى وهارون، فكانوا مـمن أهلَكَهم الله كما أهلك من قبلهم من الأمـم بتكذيبها رسلها.