الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ فَمَا مِنكُمْ مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ }

قوله: { حَاجِزِينَ }: فيه وجهان، أحدُهما: أنه نعتٌ لـ " أحد " على اللفظِ، وإنما جُمع على المعنى؛ لأنَّ " أحداً " يَعُمُّ في سياقِ النفي كسائرِ النكراتِ الواقعة في سياقِ النفي، قاله الزمخشريُّ والحوفيُّ، وعلى هذا فيكون " منكم " خبراً للمبتدأ، والمبتدأ " مِنْ أحدٍ " زِيْدَتْ فيه " مِنْ " لوجود شرطَيْها. وضَعَّفه الشيخُ: بأنَّ النفيَ يتسَلَّطُ على كَيْنونتِه منكم، والمعنى إنما هو على نفي الحَجْزِ عَمَّا يُراد به. والثاني: أَنْ يكونَ خبراً لـ " ما " الحجازية و " مِنْ أحد " اسمُها، وإنما جُمعَ الخبرُ لِما تقدَّم، و " منكم " على هذا حالٌ؛ لأنه في الأصلِ صفةٌ لـ " أحد " أو يتعلَّقُ بـ " حاجِزين ". ولا يَضُرُّ ذلك؛ لكونِ معمولِ الخبرِ جارّاً، ولو كان مفعولاً صريحاً لامتنع. لا يجوز: " ما طعامَك زيدٌ آكلاً " أو يتعلَّقُ بمحذوفٍ على سبيل البيان. و " عنه " متعلِّقٌ بـ " حاجزين " على القولَيْن، والضميرُ للمتقوِّلِ أو للقَتْلِ المدلولِ عليه بقولِه: " لأَخَذْنا " ، " لَقَطَعْنا ".