الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ ٱلذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنَّ ٱلْخَاسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ أَلاَ إِنَّ ٱلظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ }

قوله: { يُعْرَضُونَ }: حالٌ لأنَّ الرؤيةَ بصريةٌ. " خاشعين " حالٌ. والضميرُ مِنْ عليها يعودُ على النار لدلالةِ " العذاب " عليها. وقرأ طلحةُ " من الذِّل " بكسر الذال. وقد تقدَّم الفرقُ بين الذُّل والذِّل. و " من الذُّل " يتعلَّقُ بـ " خاشعين " أي: من أَجْل. وقيل: هو متعلقٌ بـ " يَنْظُرون ". وقوله: " مِنْ طَرْفٍ " يجوزُ في " مِنْ " أَنْ تكونَ لابتداءِ الغاية، وأَنْ تكونَ تبعيضيَّةً، وأن تكونَ بمعنى الباء، وبكلٍ قد قيل. والطرفُ قيل: يُراد به العُضْوُ. وقيل: يُراد به المصدرُ. يقال: طُرِفَتْ عَيْنُه تُطْرَفُ طَرْفاً أي: يَنْظُرون نَظَراً خَفِيًّا.

قوله: { وَقَالَ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ } يجوزُ أَنْ يَبْقَى على حقيقتِه، ويكون " يومَ القيامة " معمولاً لـ " خَسِروا ". ويجوزُ أَنْ يكونَ بمعنى: يقول، فيكون " يوم القيامةِ " معمولاً له.