الرئيسية - التفاسير


* تفسير أضواء البيان في تفسير القرآن/ الشنقيطي (ت 1393 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلآ أُقْسِمُ بِرَبِّ ٱلْمَشَٰرِقِ وَٱلْمَغَٰرِبِ إِنَّا لَقَٰدِرُونَ }

قوله تعالى: { فَلآَ أُقْسِمُ بِرَبِّ ٱلْمَشَارِقِ وَٱلْمَغَارِبِ }.

قوله تعالى: { فَلآَ أُقْسِمُ } ظاهر النفي، والحال أنه أقسم بدليل جواب القسم بعدهإِنَّا لَقَادِرُونَ عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ خَيْراً مِّنْهُمْ } [المعارج: 40-41]، وللعلماء في مجيء لا هذه، كلام كثير، وقد فصله الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه في دفع إيهام الاضطراب في سورة البلد، وسيطبع إن شاء الله في نهاية هذه التتمة.

وقوله: { بِرَبِّ ٱلْمَشَارِقِ وَٱلْمَغَارِبِ } فهو الله تعالى رب كل شيء ومليكه، وقد نص على نظيره في سورة الرحمنرَبُّ ٱلْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ ٱلْمَغْرِبَيْنِ فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } [الرحمن: 17-18].

وقد جمعت المشارق هنا، وثنيت في الرحمٰن وأفردت في قوله تعالىوَللَّهِ ٱلْمَشْرِقُ وَٱلْمَغْرِبُ } [البقرة:115]، فالجمع على مشارق الشمس في السنة لكل يوم مشرق، كما قال ابن عباس والتثنية لمشرق الشمس والقمر والإفراد على الجهة، وسيأتي في دفع إيهام الاضطراب أيضاً.