الرئيسية - التفاسير


* تفسير أضواء البيان في تفسير القرآن/ الشنقيطي (ت 1393 هـ) مصنف و مدقق


{ ثُمَّ ٱرجِعِ ٱلبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ ٱلبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ }

المنصوص هنا إرجاع البصر كرتين، ولكن حقيقة النظر أربع مرات.

الأولى في قوله:مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ ٱلرَّحْمَـٰنِ مِن تَفَاوُتٍ } [الملك: 3].

والثانية في قوله:فَٱرْجِعِ ٱلْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ } [الملك: 3].

والثالث والرابعة في قوله: { ثُمَّ ارجِعِ البَصَرَ كَرَّتَيْنِ } [الملك: 4].

وليس بعد معاودة النظر أربع مرات من تأكيد، والحسير: العي الكليل العاجز المتقطع دون غاية، كما في قول الشاعر:
من مد طرفاً إلى ما فوق غايته   ارتد خسآن من الطرف قد حسرا
وقال القرطبي: يقال قد حسر بصره يحسر حسوراً، أي كل وانقطع نظره من طول مدى، وما أشبه ذلك فهو حسير ومحسور أيضاً.

قال:
نظرت إليها بالمحصب من منى   فعاد إلي الطّرف وهو حسير