الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِٱلَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً }

قوله: { مِن نُّطْفَةٍ }: النُّطْفَةُ في الأصل: القطرةُ من الماء الصافي يقال: نَطَف يَنْطِف، أي: قَطَر يَقْطُر. وفي الحديث: " فخرجَ ورأسُه يَنْطِفُ " وفي رواية: يَقْطُر، وهي مفسِّرةٌ، وأُطْلِق على المَنِّيِّ " نُطْفَةٌ " تشبيهاً بذلك.

قوله: " رَجُلاً " فيه وجهان، أحدهما: أنه حال، وجاز ذلك وإنْ [كان] غير منتقلٍ ولا مشتقٍ لأنه جاء بعد " سَوَّاك " إذ كان مِنَ الجائز أَنْ يُسَوِّيَه غيرَ رجلٍ وهو كقولِهم: " خَلَقَ اللهُ الزَّرافةَ يَدَيْها أطولَ من رجليها " وقول الآخر:
3163- فجائت به سَبْطَ العظام كأنما   عِمامتُه بين الرِّجالِ لواءُ
والثاني: أنه مفعولٌ ثانٍ لـ " سَوَّاك " لتضمُّنِه معنى صَيَّرك وجعلك، وهو ظاهرُ قول الحوفي.